ما هي أسباب الإصابة بتسمم اللحوم؟
تُعدّ اللحوم من أهمّ مصادر البروتين والحديد والفيتامينات، إلا أنّها قد تُشكّل خطرًا على الصحة في حال عدم تناولها بشكلٍ سليمٍ. تسمم اللحوم هو مرضٌ ينتج عن تناول اللحوم الملوّثة بالبكتيريا أو السموم، وقد يتسبّب بأعراضٍ تتراوح بين الخفيفة والشديدة، وفي بعض الأحيان قد يكون قاتلاً. وللحفاظ على سلامتك، من الضروريّ فهم أسباب الإصابة بتسمم اللحوم والاحتياطات اللازمة لتجنّبها.
تُعَدّ البكتيريا هي السبب الأكثر شيوعًا لتسمم اللحوم، وتنتشر هذه البكتيريا من خلال سوء التعامل مع اللحوم خلال مراحل الإنتاج والتخزين والطهي. لضمان سلامة اللحوم، يجب اتّباع ممارسات النظافة الغذائية السليمة، بدءًا من اختيار اللحوم الطازجة من مصادر موثوقة، مرورًا بطرق التخزين والحفظ الصحيحة، وانتهاءً بطهي اللحوم على درجة حرارة كافية للقضاء على البكتيريا الضارة.
العوامل المؤدية إلى تسمم اللحوم
- التلوث البكتيري: تُعدّ البكتيريا، مثل السالمونيلا، والإشريكية القولونية، والكلوستريديوم، من أبرز مسبّبات التلوّث. ويمكن أن تتلوّث اللحوم بالبكتيريا خلال عدّة مراحل، بما في ذلك الذبح، والتقطيع، والتخزين، والطهي.
- التلوّث الفيروسي: قد تحمل اللحوم بعض أنواع الفيروسات، مثل فيروس الروتا، وفيروس نورو، التي تسبّب أمراضًا معديّةً. وينتقل التلوّث الفيروسيّ عادةً من خلال سوء النظافة الشخصيّة للعاملين في صناعة اللحوم.
- التلوّث الطفيلي: قد تحتوي اللحوم على طفيليات، مثل الديدان الشريطيّة، والديدان الأسطوانيّة، التي تسبّب أمراضًا معويّةً. وينتشر التلوّث الطفيليّ عادةً من خلال الحيوانات المصابة أو من خلال سوء معالجة اللحوم.
- التسمّم الكيميائي: قد تتعرّض اللحوم للتلوّث بمواد كيميائيّة ضارة، مثل المبيدات الحشرية، والمواد الحافظة، والمعادن الثقيلة. ويحدث ذلك عادةً نتيجة سوء ممارسات الزراعة أو تلوّث البيئة.
- أخطاء في التخزين والحفظ: تُعتبر درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة بيئةً مثاليّةً لنمو البكتيريا. لذلك، فإنّ عدم تخزين اللحوم بشكلٍ صحيحٍ في الثلاجة أو المجمّد يُساهم في تكاثر البكتيريا وزيادة خطر التسمّم.
- الطهي غير الكافي: يُعدّ طهي اللحوم على درجة حرارة كافية للقضاء على البكتيريا الضارّة أمرًا حاسمًا للوقاية من التسمّم.
- التعرّض للتلوّث المتبادل: يمكن أن تنتقل البكتيريا من سطحٍ إلى آخر، مثل نقلها من اللحوم النيّئة إلى الأطعمة الأخرى، أو من أدوات التقطيع الملوّثة إلى اللحوم.
يُعدّ فهم هذه العوامل ضروريًّا لتجنّب الإصابة بتسمم اللحوم.
أعراض تسمم اللحوم
- الغثيان والقيء 📌من الأعراض الأكثر شيوعًا، ويمكن أن يحدث في غضون ساعاتٍ من تناول اللحوم الملوّثة.
- الإسهال 📌قد يكون الإسهال مائيًّا أو دمويًّا، وقد يصاحبه ألمٌ في البطن وتقلّصات.
- الحمّى 📌قد تتراوح درجة حرارة الجسم من الحمّى الخفيفة إلى الحمّى المرتفعة.
- صداع 📌يُعدّ الصداع من الأعراض الشائعة، وقد يصاحبه دوخة وإرهاق.
- آلام العضلات 📌قد يشعر بعض المصابين بآلامٍ في العضلات وضعفٍ عام.
- الجفاف 📌قد يؤدّي القيء والإسهال إلى الجفاف، ممّا يتطلّب تعويض السوائل المفقودة.
تظهر هذه الأعراض عادةً في غضون ساعاتٍ أو أيّامٍ من تناول اللحوم الملوّثة، وقد تستمرّ لعدّة أيّامٍ. وفي حالاتٍ نادرةٍ، قد يؤدّي تسمم اللحوم إلى مضاعفاتٍ خطيرةٍ، مثل الفشل الكلويّ أو الوفاة، خصوصًا عند الأطفال وكبار السنّ والأشخاص الذين يعانون من ضعفٍ في جهاز المناعة.
الوقاية من تسمم اللحوم
- اختيار اللحوم الطازجة اشترِ اللحوم من مصادر موثوقةٍ، وتأكّد من أنّها طازجةٌ وذات رائحةٍ طبيعيّةٍ ولونٍ طبيعيّ.
- التخزين الصحيح خزّن اللحوم في الثلاجة على درجة حرارة 4 درجاتٍ مئويّةٍ أو أقلّ، وخزّنها في المجمّد على درجة حرارة 18 درجةٍ مئويّةٍ أو أقلّ.
- الفصل بين اللحوم النيّئة احرص على فصل اللحوم النيّئة عن الأطعمة الأخرى لمنع التلوّث المتبادل.
- الطهي على درجة حرارة كافية اطهِ اللحوم على درجة حرارة داخليّةٍ لا تقلّ عن 75 درجةٍ مئويّةٍ للتأكّد من القضاء على البكتيريا الضارّة.
- غسل اليدين والأدوات اغسل يديك جيّدًا بالماء والصابون قبل وبعد التعامل مع اللحوم، واغسل أدوات التقطيع والطهيّ بالماء الساخن والصابون بعد استخدامها.
- تجنّب تذوّق اللحوم النيّئة تجنّب تذوّق اللحوم النيّئة للتأكّد من نكهتها، فقد تحتوي على بكتيريا ضارّة.
أنواع البكتيريا التي تسبب تسمم اللحوم
- السالمونيلا: تُعدّ السالمونيلا من أكثر البكتيريا شيوعًا التي تسبّب التسمّم الغذائيّ، وتوجد عادةً في الدواجن واللحوم الحمراء والبيض.
- الإشريكيّة القولونيّة: توجد الإشريكيّة القولونيّة بشكلٍ طبيعيّ في أمعاء الإنسان والحيوان، لكنّ بعض سلالاتها يمكن أن تسبّب أمراضًا خطيرةً، وقد تتلوّث اللحوم بهذه البكتيريا خلال عمليّة الذبح أو التقطيع.
- الكلوستريديوم: تُنتج بكتيريا الكلوستريديوم سمومًا قويّةً يمكن أن تسبّب التسمّم، وتوجد عادةً في اللحوم غير المطبوخة جيّدًا، وخصوصًا اللحوم المعلبة.
- الليستيريا: تُعدّ الليستيريا من البكتيريا التي يمكن أن تنمو في درجات حرارة منخفضةٍ، وتوجد عادةً في اللحوم الجاهزة للأكل، مثل اللحوم المقطّعة.
- الكامبيلوباكتر: تُعدّ بكتيريا الكامبيلوباكتر من أكثر مسبّبات التهاب المعدة والأمعاء البكتيريّ شيوعًا، وتوجد عادةً في الدواجن.
نصائح إضافية للوقاية
- تفقّد تاريخ الصلاحيّة: تأكّد من تاريخ صلاحيّة اللحوم قبل شرائها، وتجنّب شراء اللحوم التي تجاوزت تاريخ صلاحيّتها.
- تجنّب تجميد اللحوم مرارًا وتكرارًا: يُضعف تجميد اللحوم مرارًا وتكرارًا من جودتها ويُساهم في نموّ البكتيريا، لذا، قسّم اللحوم إلى حصصٍ صغيرةٍ قبل تجميدها واستخدم الحصص المجمدة مرّةً واحدةً.
- تنظيف الثلاجة بانتظام: نظّف الثلاجة بانتظامٍ للتخلّص من أيّ بكتيريا ضارّة.
- التخلّص من بقايا الطعام: تخلّص من بقايا الطعام في أسرع وقتٍ ممكنٍ لمنع نموّ البكتيريا.
- التوعية الصحيّة: تعرّف على المعلومات الصحيّة حول تسمم اللحوم وطرق الوقاية منه، وشارك هذه المعلومات مع أفراد عائلتك وأصدقائك.
يعتمد علاج تسمم اللحوم على شدّة الأعراض وسبب التسمّم. وفي معظم الحالات، تكون الأعراض خفيفةً وتزول من تلقاء نفسها في غضون أيّامٍ قليلةٍ من خلال الراحة وشرب السوائل. ومع ذلك، قد تتطلّب بعض الحالات رعايةً طبيّةً، خصوصًا في حال ظهور أعراضٍ شديدةٍ أو استمرار الأعراض لوقتٍ طويلٍ.
يُعدّ تسمم اللحوم من المشاكل الصحيّة الشائعة، ويمكن الوقاية منه بسهولةٍ من خلال اتّباع ممارسات النظافة الغذائيّة السليمة. من المهمّ اختيار اللحوم الطازجة وتخزينها بشكلٍ صحيحٍ، والتأكّد من طهيها على درجة حرارة كافية للقضاء على البكتيريا الضارّة. وفي حال ظهور أيّ من أعراض التسمّم، من الضروريّ استشارة الطبيب على الفور.