كيف تبني علاقة قوية مع أبنائك المراهقين
مرحلة المراهقة هي مرحلة صعبة مليئة بالتغيرات الجسدية والعقلية والاجتماعية، مما قد يؤثر على علاقتك مع طفلك. قد تشعر أنك لا تفهم سلوكه أو أنه لا يريد التواصل معك. قد يبدو أنه يُفضل قضاء الوقت مع أصدقائه أو على الإنترنت بدلاً منك. لكن لا داعي للقلق، فمن الممكن بناء علاقة قوية مع ابنك المراهق، سواء كان بنات أو صبية، وعيش فترة المراهقة بسلام وتفاهم. وتتطلب هذه المهمة صبرًا وتفهمًا والمزيد من التواصل .
![]() |
كيف تبني علاقة قوية مع أبنائك المراهقين |
يجب أن تعرف أن المراهقين بحاجة إلى شعور بالانتماء والاستقلالية في نفس الوقت. إنهم يبحثون عن شخصيات يُحذوها وُيُقلدون سلوكها. فهم يريدون أن يشعروا بأنهم مُهمّون و محبوبون ، لكنهم يريدون أيضًا أن يُشعرون بأنهم مستقلّون و قادِرون على اتخاذ قراراتهم الخاصة . و لتحقيق ذلك ، يجب أن نُقدم لهم فرصة لِتِطوير شخصيتهم و مهاراتهم في الاستقلال و المسؤولية ، و في نفس الوقت ، نُبقي على صلة قوية معهم ونُشاركهم في حياتهم .
نصائح لبناء علاقة قوية مع المراهقين
- التواصل الفعال: التواصل الفعال هو الأساس لِبِناء أي علاقة ، و تُصبح أهمية التواصل أكثر وَضوحًا في فترة المراهقة . حاول أن تُصبح مستمعًا جيدًا لِطفلك ، و اطرح أسئلة مُفتوحة لِتَشجيعه على مشاركة أفكاره و مشاعره ، و تجنب النقد أو التعليم . استمع بِانتباه لِمَا يقوله ، و حاول أن تفهم وجهة نظره . لا تُحاول أن تُجبره على التحدث ، و لكن اطرح أسئلة مُفتوحة ، مثل " كيف كان يومك ؟ " أو " ما الذي أثار اهتمامك اليوم ؟ ".
- التفهم والتسامح: يُمر المراهق بِتغيرات جسديّة و عقليّة و اجتماعيّة ، و قد يُصبح سلوكُه غير منطقي أو غير مُتوقع . حاول أن تفهم ما يُمر به ، و تجنب النقد و اللوم . حاول أن تُبقي على هدوئك ، و استخدم كلمات مُشجعة و مُحبة ، و أظهر له أنك تُشجّعه و تُؤمن به . لا تُركز على الأخطاء التي يُرتكبها ، و لكن ركز على المُحاولات التي يُقدمها و الشجاعة التي يُظهرها . و لا تنسى أن التسامح هو عامل هام في بِناء العلاقة ، ف المراهقون يُرتكبون الأخطاء ، و يُمكن أن يُصبحوا مُندفعين في بعض الأحيان . ف التسامح يُساعد في إعادة الثقة و إصلاح العلاقة .
- الحدود واضحة: تحديد الحدود بِوضوح هو أمر هام لِضمان سلامة و رفاهية طفلك . يُمكن أن تُقدم له الحدود من خلال التواصل ، و التوضيح للأشياء المُسموح بها و المُمنوع منها ، و دون التحكم في حياته . يُمكن أن تُقدم له بعض الاستقلال ، و تُعطيه الفرصة لِاتخاذ قراراته بنفسه ، و لكن ضمن الحدود التي تُحددها . ف مثلاً ، يُمكن أن تُحدد وقت النوم و وقت الاستيقاظ ، و تُحدد الأنشطة التي يُسمح له بِممارستها ، و تُحدد الحدود للأصدقاء الذي يُمكنه التعامل معهم . و يُمكن أن تُشرح له الأسباب التي دفعُت لِتحديد هذه الحدود ، و أهميتها لِسلامته .
- التعاون والعمل المشترك: لا تُحاول أن تُفرض رأيك على طفلك المراهق ، و لكن حاول أن تُشركه في عملية اتخاذ القرارات . ف مثلاً ، يُمكن أن تُشركه في اختيار الأنشطة التي يُريد ممارستها ، و تُشركه في تحديد الوقت الذي يُريد قضاءه مع الأصدقاء ، و تُشركه في اختيار الملابس التي يُريد ارتدائها . و بِهذا ، يُصبح طفلك مُشاركًا في عملية اتخاذ القرارات ، و يُشعر بِأهميته و بِاحترام رأيه .
- التشجيع والدعم: المراهقون يُحتاجون إلى التشجيع و الدعم في جميع مُحاولاتهم ، و خاصة في مُحاولاتهم لِتِطوير مهاراتهم و قدراتهم . عندما يُحاول طفلك ممارسة رياضة جديدة ، أو التعلم لِغة جديدة ، أو المشاركة في نشاط مُجتمعي ، ف لا تنسى أن تُشجعه و تُقدّر جهوده ، و تُقدم له الدعم الذي يُحتاجه . و لا تُركز على الأخطاء التي يُرتكبها ، و لكن ركز على المُحاولات التي يُقدمها و الشجاعة التي يُظهرها .
- النموذج الإيجابي: يُقلّد المراهقون سلوك البالغين الذي يُحيطون به ، و خاصة والِديه . ف حاول أن تُقدم له نموذجًا إيجابيًا لِلسلوك . ف مثلاً ، يُمكن أن تُظهر له كيف تُواجه التحديات بِشكل إيجابي ، و كيف تُصغ لِرأيه و تُحترمه ، و كيف تُؤمن بِقدراته . و لا تنسى أن تُعامل طفلك بِاحترام ، و تُقدم له المساعدة عندما يُحتاج لها .
- الوقت الجيد: يُمكن أن تُقوّي العلاقة مع طفلك المراهق من خلال قضاء وقت جيد معه . ف مثلاً ، يُمكن أن تُشارك في بعض الأنشطة التي يُحبها ، مثل مشاهدة فيلم ، أو لعب لعبة ، أو الذهاب إلى رحلة ، أو القيام بِبعض الأنشطة التطوعية . و حاول أن تُخصص بعض الوقت لِلتحدث معه ، و الاستماع إلى ما يقوله ، و مشاركة أفكارك معه . و لا تنسى أن تُظهر له أنك تهتم به ، و أن تُقدم له الدعم الذي يُحتاجه .
- الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية: يُمكن أن يُصبح استخدام الأجهزة الإلكترونية أحد أسباب ضعف العلاقة بين الأهل و أبنائهم المراهقين . ف حاول أن تُقلّل من استخدام الأجهزة الإلكترونية في منزل ، و خصص وقت لِقضاء وقت جيد مع طفلك ، دون تشتيت الأجهزة .
من خلال تطبيق هذه النصائح، ستستطيع بناء علاقة قوية مع ابنك المراهق وتحويل هذه الفترة إلى مرحلة جميلة مليئة بالحب و التفاهم .
التحديات التي تواجهها مع ابنك المراهق
- التغيرات السلوكية: يُمكن أن تُصبح سلوكيات المراهق غير مُتوقعة ، و قد تُصبح مُندفعًا ، و عصبيًا ، و مُتمرّدًا . و قد يُصبح صعب التعامل معه .
- التحدي للتقاليد: يُريد المراهق أن يُشكل هويته بنفسه ، و قد يُحاول أن يُحدّد حدودًا جديدة ، و قد يُشكك في التقاليد العائلية أو القيم المجتمعية .
- صعوبة التواصل: قد يُصبح صعب التواصل مع المراهق ، و قد يُصبح مُغلقًا على نفس ، و لا يريد مشاركة أفكاره ، أو مشاعره .
- التأثير السلبي للأصدقاء: يُمكن أن يُؤثر سلوك أصدقاء المراهق سلبًا على سلوكه ، و قد يُصبح مُنغمسًا في سلوكيات غير صحية ، مثل التدخين ، أو تعاطي المخدرات ، أو العنف .
- القلق والتوتر: يُمكن أن تُؤثر التغيرات التي يُمر بها المراهق على صحته العقلية ، و قد يُصبح مُصابًا بِالقلق ، أو الاضطراب ، أو الاكتئاب .
- التواصل مع المراهق: حاول أن تُصبح مستمعًا جيدًا لِطفلك ، و اطرح أسئلة مُفتوحة لِتَشجيعه على مشاركة أفكاره و مشاعره ، و تجنب النقد أو التعليم .
- إظهار الحب والدعم: أخبر طفلك المراهق بِأنك تُحبه ، و أنك تُؤمن به ، و أنك دائمًا في جانبه .
- التعاون مع المراهق: حاول أن تُشرك طفلك المراهق في اتخاذ القرارات التي تُؤثر على حياته .
- تحديد الحدود: حدّد الحدود بِوضوح لِطفلك المراهق ، و أخبره بِالنتائج التي تُواجهه في حال تجاوز هذه الحدود .
- التواصل مع المختصين: لا تُتردد في التواصل مع مختص في التربية ، أو الاستشارات الأسريّة ، أو الصحة العقلية في حال الشعور بِصعوبة في التعامل مع طفلك المراهق .
- التشجيع على ممارسة الرياضة: تُساعد ممارسة الرياضة المراهق على التغلب على الضغط النفسي ، و تُحسّن من الصحة الجسدية ، و تُعزّز الثقة بِالنفس .
- التشجيع على ممارسة الهوايات: تُساعد ممارسة الهوايات المراهق على التعبير عن نفس ، و تُحسّن من مهاراته ، و تُصبح وسيلة لِقضاء وقت جيد مع أصدقائه .
- التشجيع على القراءة: تُساعد القراءة المراهق على تِطوير مهاراته في التفكير النقدي ، و تُحسّن من مستوى اللغة ، و تُصبح وسيلة لِلفهم العالم من حول .
- التشجيع على العمل التطوعي: يُساعد العمل التطوعي المراهق على إدراك أهمية المساعدة لِغيره ، و تُحسّن من مهاراته في التواصل ، و تُعزّز شعوره بِالإنجاز .
فترة المراهقة ليست فترة سهلة ، لكن هي فترة جميلة . ف من خلال التواصل و التفاهم و الصبر ، يمكن أن تُبني علاقة قوية مع طفلك المراهق . و تُصبح هذه العلاقة من أهم الأسس لِنجاحه في حياته .